هناك لقاءات تبدو وكأنها كانت مكتوبة منذ الأزل. اللقاء بين Veuve Clicquot وSimon Porte Jacquemus هو أحد تلك التحالفات المشرقة التي تتجاوز حدود الموضة والنبيذ لتصبح احتفالاً خالصاً بالفرح. وبمناسبة إصدار La Grande Dame 2018، ابتكر المصمم الفرنسي رؤية مشمسة متجددة، تكريماً للحرفية اليدوية وقوة النساء اللواتي صنعن التاريخ.
كل شيء يبدأ بلون واحد: الأصفر. لون Veuve Clicquot الذي أصبح منذ عام 1877 رمزاً للتفاؤل، ولون Jacquemus المستوحى إلى الأبد من دفء بروفانس مسقط رأسه. يتجلّى هذا اللون المشمس على ملصق ذي حواف غير منتظمة، منقوش بأشعة الضوء، وعلى قطعة من الكتان الأبيض تستحضر في آنٍ واحد أناقة الأطقم العائلية القديمة وفن تبريد النبيذ كما كان يُمارس قديماً عبر لفّ الزجاجة بقطعة قماش مبلّلة. بين التقليد والحداثة، تنبض هذه القطعة بالحياة من خلال تفاصيل مطرّزة تُشبه ملاحظات مكتوبة بخط اليد، تكاد تكون شخصية.
في قلب هذا التعاون، حكاية نساء. حكاية مدام كليكو، الرائدة التي تولّت قيادة الدار عام 1805 في زمنٍ كانت فيه السلطة نادرة بين النساء. وحكاية والدة سيمون، الملهمة الأبدية التي تُضيء كل إبداعاته. بينهما خيط رمزيّ غير مرئي، يتحوّل هنا إلى نبيذ يحتفي بالقوة الأنثوية وبفنّ الإرث والإلهام.
ويستمرّ التعاون مع Le Rafraîchissoir، قطعة استثنائية تعيد ابتكار فن تقديم الشمبانيا. مستوحاة من مزهريات Médicis، وصُنعت بالتعاون مع Camille Orfèvre، الصائغ الباريسي الماهر، هذه القطعة الفضية المصنوعة يدوياً هي ثمرة أكثر من أربعين ساعة من العمل الدقيق. تُنتج حسب الطلب وبكمية محدودة من خمسين قطعة فقط، مجسّدة التقاء الحرفية الصارمة بالشاعرية النقية.
أما الشمبانيا، La Grande Dame 2018، فهي الإصدار الخامس والعشرون من هذه المجموعة، وتجسّد فنّ Pinot Noir كما تخيّلته مدام كليكو: قويّاً ورقيقاً، دقيقاً ومضيئاً، ينبض بانتعاش شمسيّ. نبيذ يتناغم تماماً مع عالم Jacquemus، حيث تولد العاطفة دائماً من بساطة المواد وصدق اللمسات.
كُشف عن هذا التعاون الفريد في نيويورك خلال أسبوع الموضة، قبل أن يواصل رحلته إلى لندن وميلانو وباريس، حاملاً معه حواراً بين الأزياء والشمبانيا، بين الحرفية والمشاعر، بين التراث والحداثة. أكثر من مجرد إصدار محدود، إنها دعوة للاحتفال باللحظات التي تستحق أن تُعاش — بتفاؤل، وجرأة، وشاعرية.
