
على الصعيد العالمي، لم تعد فكرة دار الأزياء الفاخرة تقتصر على عالم الملابس الجاهزة، بل تحوّلت إلى منظومة شاملة تمتد إلى المطاعم والفنادق والمقاهي والمنتجعات الصحية، وصولاً اليوم إلى المنازل الخاصة. وفي هذا السياق، تبرز دبي كأرقى تجسيد لهذا التحوّل. مدينة بُنيت على التجربة والجمال والطموح، أصبحت المختبر العالمي للجيل الجديد من الفخامة: عقارات بتوقيع المصممين، حيث تتحوّل العمارة إلى امتداد لهوية العلامة، ويصبح المنزل كونًا منسّقًا وغامرًا بكل تفاصيله.
يمثّل إطلاق مشروع Maison Margiela Residences في نخلة جميرا محطة مفصلية في هذا التطوّر، ودليلاً جديدًا على الدور الريادي الذي تؤدّيه دبي في صياغة مستقبل الفخامة العالمية.
طُوّر المشروع بالشراكة مع Alta Real Estate Development، وهو أول دخول لدار Margiela إلى عالم السكن الفاخر. يضمّ المشروع 25 وحدة مصمّمة حسب الطلب، تجسّد الرموز الفكرية للدار—من التفكيك وخداع البصر إلى التقليل التحويلي وتجاوز المألوف—بلغة العمارة والتصميم الداخلي. صُمّم المبنى بالتعاون مع المعماري الإيطالي Carlo Colombo، ويضم مجموعة متكاملة من المفروشات المصمّمة حصريًا لهذا التطوير، لتأمين سرد بصري ومفاهيمي متناغم من البداية إلى النهاية.
وعلى خلاف المشاريع السكنية ذات العلامات التجارية التي ترتكز غالبًا على الشعارات والمظاهر، تتّبع Margiela نهجًا أكثر نقاءً وتفرّدًا. فالعناصر المصنوعة من “الترافرتين” تستحضر الذاكرة، والعلامات المملوءة بالراتنج الأبيض اللامع تُعيد ترجمة تقنيات الأزياء الراقية، بينما تُترجم الأساليب المستوحاة من أسلوب Décortiqué روح التجريب في الموضة إلى لغة التصميم الداخلي. النتيجة ليست مبنى موقّعًا من دار أزياء، بل مسكنًا مؤلَّفًا بعين دار أزياء.
ويمتد المشروع إلى نقاط التقاء الحياة اليومية، عبر معرض فني، مكتبة منسّقة، منتجع صحي، صالة رياضية، مسبح “إنفينيتي”، ومقهى Margiela Café المخصّص حصريًا للسكان—في انعكاس لحركة الضيافة الفاخرة التي تقودها العلامات التجارية، حيث أصبحت المقاهي والفنادق ومساحات الطعام امتدادًا ثقافيًا لعالم الأزياء الراقية. بالنسبة لهواة الجمع المعاصرين، يمثّل هذا المستوى من التكامل التوقيع الجديد للفخامة المطلقة.
وما يميّز هذه اللحظة ليس ظهور العقارات المؤلّفة من علامات فاخرة—فدبي شهدت مشاريع مماثلة من Bulgari وArmani وCavalli—بل تطوّر الفكرة ذاتها. فالمشاريع الجديدة لا تقوم على التعاون التسويقي، بل على الفكر، والتأليف، والتحكّم الإبداعي الكامل. إنها مصمّمة للمشتري العالمي الذي يفهم لغة الصورة، ويبحث عن الانسجام الثقافي، ويتوقّع من منزله أن يحكي قصة ذات معنى.
وكما يقول Renzo Rosso، رئيس مجموعة OTB: “هذا المشروع يجمع أكثر من ثلاثين عامًا من تاريخ دار أيقونية”. فيما يصفه Abdulla Al Tayer، المدير العام لشركة Alta، بأنه “رؤية جريئة للفخامة وابتكار أسلوب حياة جديد”.
وبفضل سكّانها المتذوّقين لجماليات التصميم، وتدفّق الثروة العالمية إليها، وشغفها بالعيش التجريبي، أصبحت دبي المركز الطبيعي لهذا التحوّل العالمي. ومع التوسّع المتزامن للدار في المدينة، من خلال افتتاح بوتيك ومقهى Maison Margiela في مول الإمارات، يتّضح أن هذه ليست مجرّد محطة، بل رؤية طويلة الأمد لبناء عالم حياة متكامل، لا مجرّد نقطة تواصل واحدة.









