يُجسّد Mathieu Davoine، صانع الشوكولاتة الاستثنائي وسفير دار Jaeger-LeCoultre، الشغف والدقة الحرفية في أسمى صورها. ففي نظره، الشوكولاتة ليست مجرد حلوى، بل مادة حيّة ومتطلّبة، يسعى إلى الارتقاء بها بفنه وجرأته الإبداعية.
الشوكولاتة... مادة حيّة تتطلّب الحرفية والحدس ما الذي يثير فضولك في العمل مع الشوكولاتة؟
بالنسبة لي، إنها مادة اكتشفتها تدريجيًا، ووقعت في حبّها بحق. كنت أحب تناولها منذ الطفولة، لكن ما أدهشني حين تعرّفت على الحرفة هو أن الشوكولاتة يمكن تشكيلها في حالتها الصلبة، ويمكن صبّها كسائل، بل وحتى نحتها… لا وجود للحدود. وهذا بالضبط ما يجذبني ويحفّزني يومًا بعد يوم.
ما القيم الأساسية التي يحتاجها صانع الشوكولاتة الماهر؟
أعتقد أن الشغف هو الأساس، تمامًا كما هو الحال في صناعة الساعات الراقية. من دون هذا الشغف، لا يمكن ممارسة هذه الحرف، لأننا نعمل في عطلات نهاية الأسبوع، وفي الأعياد، ونبدأ يومنا في ساعات الصباح الأولى… كما تحتاج إلى دقة متناهية وخيال إبداعي. فالإبداع هو ما يدفعنا للنهوض كل صباح.
أنت تعمل بكاكاو استثنائي، تمامًا كما يختار صانعو الساعات أرقى المواد. ما أهمية المصدر و جودة المكونات بالنسبة لك؟
أولًا، نحن نختار الكاكاو باحترام كامل للمزارعين، لأرضهم، ولتاريخهم. نحن نعلم أن هناك إنتاجًا واسع النطاق في العالم لا يزال يستغلّ الأطفال، وهذا أمر لا نقبله إطلاقًا. ننتقي منتجينا بعناية، ونتأكد من حصولهم على تعويض عادل. ثم نولي اهتمامًا بالغًا للجودة وقابلية التتبّع. فعندما تدرك حجم الجهد المبذول لاستخراج هذه المادة، يصبح من واجبك أن تتعامل معها بأقصى درجات الاحترام.
بصفتك سفيرًا لدار Jaeger-LeCoultre، كيف تنعكس دقة صناعة الساعات على عملك في صناعة الشوكولاتة؟
بالنسبة لي، يمكن أن تتجلّى هذه الدقة في درجة واحدة فقط أثناء الطهي. لدي علاقة قوية جدًا مع الوقت. لقد تذوّقت مثلًا Le Galop des Bois بنكهة الفطر، وتتم عملية نقعه في ثماني دقائق تمامًا—لا أكثر ولا أقل—وإلا تغيّرت النكهات بالكامل. هناك أيضًا دقة تذوّقية تسمح لنا بالوصول إلى التوازن المثالي، ذلك الذي يُرضي أكبر عدد ممكن من الناس.
كيف نشأ تعاونك مع Jaeger-LeCoultre؟
تواصلت معي فرق Jaeger-LeCoultre للانضمام إلى برنامج Made of Makers، الذي يجمع مواهب من مجالات مختلفة. بالنسبة لي، كانت فرصة مذهلة للتعبير عن نفسي، ولابتكار أشياء لا يمكننا تقديمها بالضرورة في البوتيك، لأن النكهات أو القوام تكون خاصة جدًا. الفكرة هي كسر القواعد، إبهار الذوّاقة، وتشجيعهم على الجرأة. نعم، إنه تعاون رائع بكل المقاييس.
هل أنت من عشّاق عالم صناعة الساعات الراقية؟ وهل أثّر ذلك على بعض ابتكاراتك؟
بالتأكيد. كوني صانع شوكولاتة سويسري، من الطبيعي أن أهتم بصناعة الساعات. سويسرا هي بلد الشوكولاتة والساعات معًا، وهما حرفتان يدفعهما الشغف والدقة. سنحت لي فرصة زيارة مصنع Jaeger-LeCoultre في Vallée de Joux، وكانت زيارة ألهمتني في عدة ابتكارات. كطرفة، في نهاية اليوم، أُهديت مرطبانًا صغيرًا من العسل المنتج في الوادي. أردت استخدامه، لكن ليس بالطريقة التقليدية… وفي النهاية، عملت على استخدام حبوب اللقاح بدلًا من العسل نفسه. هذه ابتكارات تغذّيها اللقاءات، والتجارب، واللحظات المجمّعة على مرّ الطريق.
لو طُلب منك ترجمة جوهر Jaeger-LeCoultre إلى ابتكار شوكولاتي، كيف سيكون شكله؟
من دون شك، سيكون Le Galop des Bois الذي قدّمته اليوم. إنه ابتكار جريء، غير تقليدي بعض الشيء—تمامًا كالساعات التي تصنعها Jaeger-LeCoultre، فهي لا تُشبه أيًّا من غيرها. استخدمتُ نكهتين غير متوقعتين، وغالبية الناس—99% منهم—يعتقدون أن هذه المكونات المالحة لا تتماشى مع السكر. لكنني أردت أن أُثبت أنه يمكن إدخال الفطر في حلوى، وأن الأمر ينجح فعلًا. الهدف هو تجاوز الحدود، وكسر الحواجز التذوّقية.
ما التحدّيات المقبلة التي تطمح إلى خوضها؟
تحدّي الكبير القادم سيكون في عام 2026، حيث سأشارك ضمن الفريق السويسري في كأس العالم للطهي. مهمتي ستكون تصميم منحوتة من الشوكولاتة والسكر… وربما الفوز بلقب بطل العالم! التدريب قاسٍ جدًا، لكنه هدف يُحفّزني بشكل هائل.
