مايك هورن، المغامر المتطرف، يجسّد بوضوح معنى كلمة “إبهار” التي نتفق جميعًا عليها. فشهرته تسبقه أينما ذهب، وإنجازات هذا الرياضي الفريد تثير الإعجاب بقدرته الاستثنائية على إدهاش العالم. وبعيدًا عن مغامراته المدوّية وإنجازاته الأسطورية التي جعلت منه قوة طبيعية لا تُضاهى، فإن شخصيته تستحق أيضًا اهتمامنا. ففي جوهر نجاحه تكمن قدرته النادرة على التحمّل والمثابرة، وهما صفتان غالبًا ما نتخلى عنهما عندما نخضع لقواعد المجتمع، ولكنهما تظلّان صفات نتوق إليها في أعماقنا عندما نشاهده يتفوّق ويتألق.

مايك هورن هو أكثر من مجرد مصدر إلهام، يمكن للمرء أن يصفه حتى بأنه “نَفَس حياة” – ذاك الأكسجين الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه، الذي ينعش رئتينا ويوقظ وعينا. في جوهر هذا الرجل تكمن البساطة ومصدر لا ينضب من الطاقة – طاقة الحياة ذاتها. لا يعرف الراحة، لا يقبل الانتظار، يفضّل الحركة الدائمة، ومع ذلك يبقى دائم الانفتاح والتوافر. حين يصافحك، تشعر أن قبضته تعيد إليك الحيوية، وحين يعانقك، ينعشك حضنه. دائم البهجة، يرى في كل شيء ما يثير ابتسامته، لا يعرف التكلّف ولا المظاهر، ودائمًا يتحلى بالأدب والرقي.

باعتبار الكوكب ملعبه الواسع، اختار مايك هورن أن يستقر في سويسرا منذ ما يقارب ثلاثة عقود. يتحدث الفرنسية بطلاقة لكن بلكنة جنوب إفريقية تكشف أصوله الأنغلوساكسونية. وعلى ضفاف بحيرة جنيف، استقر هذا الضابط السابق في القوات الخاصة الذي خاض معارك في أنغولا ليؤسس عائلة ويصبح أبًا لابنتين. وقد أصبحتا اليوم راشدتين تحملان شهادات جامعية، وتوليان إدارة مسيرته بعد وفاة والدتهما عام 2015. ومنذ ذلك الحين، يواصل هورن مع ابنتيه تحقيق أحلامهم المشتركة. وبصفتهن مؤسسات لوكالة الاتصال الخاصة به، رافقنه في مختلف مغامراته الاستكشافية.

في جلسة التصوير معنا، حضرت جيسيكا لترافقه. هي من اختارت الموقع الذي، بحسب قولها، يشبه والدها. وبينما يستعد مايك لتنفيذ قفزة في البحيرة مرتديًا بدلة جديدة من Bong.nie Grieder، تقول: “إنه الطفل هنا”. ولا شك في ذلك: فمايك ظلّ على اتصال دائم بطفله الداخلي. ذاك الطفل الذي يلعب بلا خوف، الذي لا يعرف الهمّ ولا القلق. الطفل الداخلي الذي فقدناه جميعًا في أعماقنا. فماذا لو حاولنا أن نكون مثل مايك؟ شرارة شغف تعود لتشتعل فينا، تمامًا كما تلمع دائمًا في عينيه تلك الشرارة الأبدية.

"The Explorer"

من منظورٍ نفسي، يبدو أن مايك قد احتفظ بجزء من تلك “العصبية الزاحفية” التي نُسبت نظريًا إلى الإنسان ما قبل التطور. فهو ينضح بحماسة شبه ملموسة بشكل غريزي. الحرية هي مصدر حياته، رجل تحركه البديهة ويقوده حدس داخلي غريزي بقدرات مذهلة وردود فعل حادة على نحو لا يُصدّق. ومع ذلك، فقد فكك علماء الأعصاب اليوم هذه النظرية وأكدوا أنها كانت خطأً علميًا. بالنسبة لنا نحن البشر العاديين، هذه أخبار رائعة! فهذا يعني أننا نحن أيضًا يمكن أن نكون مثل مايك هورن. قدراته الجسدية ليست هبة فطرية استثنائية، بل مهارة يمكن السعي لاكتسابها. مايك مكوَّن مثلنا تمامًا، ويمكننا أن نتبعه بلا حدود جسدية. مايك قادر على أن يعلّمنا أن نفعل أكثر من مجرد الحلم! إنه الشخص المثالي ليحفزنا على استكشاف كامل إمكاناتنا ويزرع فينا شعورًا بالإنجاز. إنه قادر على أن يمنحنا إدراكًا حقيقيًا للواقع ويخرجنا من مناطق راحتنا.

مايك مستعد ليصل إلى كل من يملك الرغبة الصادقة في عيش الحياة والانطلاق نحو مغامرة جديدة أبعد وأسرع. غير أن ظروفه الصحية حالت دون إلقائه محاضرات عامة أو السفر خلال العام الماضي. قبل ذلك، لم يمكث يومًا في سويسرا لهذه الفترة الطويلة. وهذا ما أتاح لنا فرصة ثمينة لإجراء هذا اللقاء معه والتقاط صور خاصة، إلى جانب دار صناعة الساعات الفاخرة بانيراي، التي يتعاون معها كسفير ويتلقى دعمًا لرحلاته الاستكشافية منذ أكثر من عشرين عامًا، حتى قبل أن ينال المجد والشهرة. بالنسبة لمايك، الأصالة هي القيمة العليا، تليها تنمية الشغف وتوضيح الأهداف. تعرّفوا إلى مايك هورن!

Privacy Preference Center